محمد الدوي يكتب | الحوار الوطني يليق بمصر

0 218

عمل جليل وعظيم تقوم به إدارة الحوار الوطني، التنسيق والتنظيم بين القوى السياسية والأحزاب عمل مرهق وشاق، لكن إرادة المصريين وإصرارهم على الحوار مع بعضهم البعض للنهوض ببلدهم، أمر يدعوا للفخر.

فعلى مدار يومين من جلسات الحوار الوطني ومايقرب من ١٦ ساعة، استمتع الحاضرين بالإرتقاء الحضاري الذي آلت إليه الأحزاب والقوى السياسية، عارض وقل رأيك كيفما تشاء ولكن بأسلوب متحضر ، هذا ماشهدناه ورأيناه رأي الأعين وأذيع أمام العالم.

ونجد التجارب متعددة ولكن من وجهة نظري أن تجربة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، لم نشهد لها مثيل حيث أن المتحدثين منها لم يكونوا من فصيل أو حزب واحد أو وجهة نظر واحدة، ولكن تعددت الرؤى بالنسبة لأعضائها، وفي النهاية يتفق الجميع حول محبة ومصلحة الوطن.

وبالعودة إلى الذاكرة نجد أن مصر عرفت الحوار أثناء مراحل التحول، فعندما أرادت أن تتحول في أوائل الستينيات إلى الاشتراكية، فكان هناك حوار مجتمعي وهو المؤتمر القومي العام الذي أخرج الميثاق الوطني

كما عرفت مصر الحوار أيضًا في أعقاب هزيمة 1967، حيث نتج عنه بيان 30 مارس، كما عرفت الحوار بعد انتصار أكتوبر 1973، حيث طرح الرئيس محمد أنور السادات ورقة حول أكتوبر والمتغيرات الدولية، وطُرحت أفكار بخصوص كيف يعبر الاتحاد الاشتراكي عن تيارات ورؤى واتجاهات مختلفة، وبعدها خرجت منابر اليمين والوسط واليسار.

وفي كل مرة نجد خروج من الحوار الوطني حزب أو هدف معين لكن الجديد في الحوار الوطني الحالي، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي دعا للحوار، لا يريد إنشاء حزب ولا يوجد حزب ينتمي إليه أو يدعو إليه.

كما شهدت مصر عدة حوارات في الثمانينيات والتسعينيات، وفي عام 1976 أجريت انتخابات تعددية تنافسية وتم الابقاء على انتخاب رئيس الجمهورية بنظام الحزب الواحد، وفي عام 2005 أجريت أول انتخابات حديثة وتعددية وتنافسية على مقعد الرئاسة.

التجربة ثرية ومليئة بالأحداث وينتظر الجميع نتائجها فالمواطن يتطلع إلى إصلاح إقتصادي، والحكومة تنتظر مخرجات تساعد على حل الأزمات، والعالم يراقب مايحدث في صمت لمتابعة كيف يغير المصريون مجريات الأحداث في بلدهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.