محمد الكاشف يكتب | ذكري يونيو الخلاص

0 297

تهل علينا الذكري العاشرة علي ثورة ٣٠ من يونيو، المولودة من رحم ثورتنا ثورة ٢٥ من يناير المجيدة.

هذه الثورة التي عبر عنها الشعب عن رغبته وإرادته بالتغيير فما كان للقدر إلا أن يخضع لمطلب الجماهير وما أن انجلى الليل إلا وانحلت عقدة الظلام الدامس وإنبثق منها نور العدل لكي يقول التاريخ كلمته ونحكي عن هذه الثورة لجيل بعد جيل وبعدها إختار الشعب من يحكمه عبر صناديق الإقتراع التي شكك البعض في نزاهتها ولكن البعض الآخر كان يري أن الشعب عديم الخبرة في السياسة
وينساق وراء الشعارات والخطب الحماسية الرنانة دون أن يوزن الأمور وما أن إختار الشعب في هذه الفترة العصيبة من يحكمه وأدرك نتيجة إختياره.
أصبح الشعب بين شِقي الرحي وإنقسم السياسيون منهم من رأي بأن يكملوا فترة حكمهم ومن بعدها لا يتم إختيارهم مرة أخري والبعض الآخر رجح فكرة سحب الثقة عن طريق إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة وهذا بالفعل ما حدث قد تم سحب الثقة من جماعة الإخوان عن طريق دعوة كافة القوي السياسية والرموز الوطنية علي رأسهم فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا تواضروس مما أوصل للعالم أجمع أن سحب الثقة لم تكن محصورة علي فئة معينة من الشعب بل كان مطلباً جماهيرياً.
ما الذي اوصل الدولة لهذا النفق المظلم حينها؟ كان السبب الرئيسي افتقاد الجماعة لمعيار الحوار وكان هدفهم الرئيسي هو الوصول لسدة حكم مصر دون رؤية أو خطة إستراتيچية واضحة داخلياً او حتي خارجياً، والجدير بالذكر أن الحوار السياسي لم يكن وليد اللحظة.
ولكن الأحزاب السياسية والتيارات والحركات وغيرهم لم يكونوا علي وفاقٍ مع أنفسهم فكيف كان لهم بأن يجلسوا علي طاولة حوار واحدة ومن هنا كانت بداية تدهور الحياة السياسية والمجال العام بمصر وكأننا عُدنا للوراء للحقبة الناصرية وتدهور الحياة السياسية والنيابية حينها وهذا التدهور مع زيادة غليان الشارع المصري لم يكن لدي جموع الشعب سوء إختيار الخروج لتقرير مصيره وهو حل الجماعة من سُدة حكم مصر وبعدها اندلعت ثورة تصحيح المسار وإنحياز الجيش للشعب وإسمحوا لي أن أُعقب علي عدم دراية هذه الجماعات بأمور الحكم فكان لديهم عُقم فكري حول السياسة وأضاعوا الفرصة حينها علي أن تكون الدولة مدنية ديمقراطية حديثة وبعد عِقد قد مضي علي ذكري يونيو الخلاص هنالك حوار سياسي جامع بين كافة الأقطاب والأحزاب السياسية المختلفة أيدولوچياً يجلسون علي طاولة حوار واحدة بعد تفرق وتشتت قد دام لأكثر من عقد قد مضي وعزيزي القارئ يرجع هذا النجاح خلال هذه الفترة ظهور الكيانات الشبابية وعلي رأسها “تنسيقية شباب الأحزاب و السياسيين” التي كانت منذ نشأتها الأولي تتبني لغة الحوار طيلة السنوات الخمس الماضية وأصبحوا سراجاً منيراً للسير نحو الدولة المدنية الديموقراطية الحديثة “الجمهورية الجديدة ” الذي كان يحلم بها كل سياسي منذ قيام ثورة ٢٥ من يناير وحتي أولي خطوات تدشين الجمهورية الجديدة و الذي نأمله من الحوار الوطني، هو الوصول للحلول الجزرية لكافة المعوقات الإقتصادية وتوطين الصناعات وفتح أسواق جديدة مما سيكون هناك فرص عمل كبيرة مما سيعود بالإيجاب علي الأحوال الإجتماعية المتدنية نتيجة تكرار الأزمات الإقتصادية المحلية والدولية وعلي الصعيد السياسي نأمل بصدور قرار رئاسي عن عفو شامل لكل سجناء الرأي جميعاً مالم يشارك في أعمال عنفٍ أو تخريب طيلة السنوات الماضية. فالدولة كلنا نعلم بأنها قوية وإن العفو عند المقدرة هي قمة العطاء والقوة فكلًُ منا يحب وطنه بطريقته فإن إختلافنا في الرأي لن يفسد للوطن قضية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.