عطا درغام تكتب | عيوب التأليف المسرحي

0

يعتبر وولتر كير واحدًا من أعظم نقاد المسرح في الولايات المتحدة الأمريكية.وهو الناقد المسرحي لجريدة”هيرالد تربيون” التي تصدر في نيويورك ناقد ضليع، راسخ القدم، واسع الاطلاع..وهو إلي جانب ذلك مخرج مسرحي..
هذا وولتر كير الذي أصبح كتابه”عيوب التأليف المسرحي” من أهم المراجع في فن الدراما.ومع أنه قصد بكتابه هذا أن يعالج ركود المسرح الأمريكي وعيوب التأليف المسرحي في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن كل ماورد في الكتاب ينطبق علي مسرحنا العربي،مع فارق وحيد هو أن نشاطنا المسرحي- سواء من ناحية التأليف أم من ناحية الإخراج أم من ناحية عدد المسارح ونوعها- نشاط لا يُقاس أبدًا بتمثيله في الولايات المتحدة.
يتحدث المؤلف عن هنريك إبسن،وأنطوان تشيخوف،وجورج برناردشو- وهم الكتاب الذين يقتدي بهم معظم كتاب المسرح المعاصرين ويسيرون في ركابهم- فيقول إنهم قد أصبحوا نماذج مهلهلة لا يصل لكتابنا الشبان أن يقتفوا آثارهم،ويدعو المؤلف إلي شعبية المسرح استرضاء الجمهور في حدود المقاييس الفنية التي يحددها هو في هذا الكتاب .وهذا قول يؤدي به إلي الحديث عن مسرحية الأفكار” حديثًا مستفيضًا ممتعًا..ومن ذلك ينتقل إلي الحديث عن القصة وأهميتها للمسرحية، وإلي الحديث عن المسرحية المحكمة وما لزعيمها “سكريب” من أثر سيء علي المسرح.
ومن أمتع فصول الكتاب، ذلك الذي يتعرض فيه المؤلف لنظرية أرسطو في”المحاكاة” ولقول أرسطو لا بد أن يكون لها “بداية ووسط ونهاية” فيفسر لنا تلك النظرية وهذا القول تفسيرًا رائعًا جديرًا بالإعجاب.وليس هذا الفصل من أمتع فصول الكتاب فحسب، بل إنه من امتع ما قريء في النقد المسرحي..
وقد اتسم الكتاب بأسلوبه الساخر، وهو أسلوب يبدو واضحًا بنوع خاص في العناوين الداخلية للكتاب مثل” كيف تفقد الأصدقاء بتأثيرك في الناس” أو ” روماتيزم في المفاصل” أو “يوم أن تلقت عاملة المتجر إنذارها”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.