في عالم مليء بالمتغيرات، والتغيرات المتسارعة المتواترة، إياك أن تبقى ثابتا.
واحدة من الخطوات المهمة جدا، التي عليك أن تقوم بها الآن وحالا، هي أن تكون عدوا للثبات، الذي أنت عليه، ليس من الصحيح مطلقا أن تبقى ثابتا في عالم تحكمه التغيرات بمختلف أنواعها وأشكالها، في عالم لا يعرف
معنى الثبات، بل إنه يحاول أن يجرك دوما نحو كتلة من المستجدات على جميع الأصعدة، فكيف يمكنك العيش في زمان سابق للزمان، الذي أنت فيه الآن، أو كيف لك أن تحارب عالما بأكمله بعادات وتقاليد وطقوس بالية، عفى
عليها الزمن، مثما يقال، كل أدواتك القديمة لم تعد تجدي نفعا، في زمان أصبح فيه التطور اللحظي، هو القانون
الذي يحكم كل وسائل وأساليب العيش التي علينا، ومجبرين أن نخضع لها، دون القدرة على المقاومة، فالمقاومة هنا كمن يحاول أن يخلق كوكبا وعالما خاصا به، لا أحد سواك، يعترف بوجوده على سطح الأرض.
وحديثنا هنا بالمطالبة بمحاربة ثباتك وثبات تفكيرك، ووجهة نظرك للحياة، لا يعني ذلك المطالبة بمعاداة ومحاربة المبادئ والقيم الثابتة، التي لا ولن تتغير، وليس من الصحيح أصلا تغييرها، إنما ما يمكن قوله حقا، وهو
الصحيح، هو أن تغير أسلوب حياتك، ونمط تفكيرك، وتطلعاتك للمستقبل، ونوعية تعاطيك مع من حولك، فحتى الناس في هذا الزمن لم يعودوا كما كنت تتخيل، الصورة كلها تغيرت، اللوم لن يلقى على المتغيرات بل عليك أنت.
وفي هذا العالم المليء بالتغيرات والتحديات المتسارعة، أصبحت المهارات هي المفتاح الأساسي للتميز والنجاح.
اكتساب المهارات الجديدة، لم يعد مجرد خيار، بل أصبح ضرورة لكل فرد يسعى لتحقيق أهدافه المهنية
والشخصية.
كل مهارة نتعلمها، تُضيف إلى رصيدنا الشخصي، وتُفتح أمامنا أبوابًا جديدة من الفرص. فالنجاح لا يأتي
صدفة؛ بل هو نتيجة تراكم خبرات، وجهود مستمرة، ومع كل مهارة جديدة نكتسبها، نصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات، وإيجاد حلول مبتكرة للمشكلات.
إذا الحل أن تتغير، أن تنسجم، أن تعترف بأن الثبات على الموقف من الحياة، الثبات في أسلوب الحياة، الثبات في
التعامل مع هذه الحياة، هو مجرد شكل من أشكال القضاء على الذات.
تغير للأفضل، كن أكثر مرونة، كن قادرا على استغلال كل المتغيرات لصالح بقائك على قيد الحياة، تغير لتكن
أنت جزءا من الصورة، وجزءا حقيقيا وفعليا من هذا العالم، لا شخصا بدائيا يحارب أشكال الغزو الفضائي بالدعاء.