مع أن كل الخلق من أصل طين.. وكلهم بينزلوا مغمضين.. بعد الدقائق والشهور والسنين.. تلاقي ناس أشرار وناس طيبين.
بصوت سعاد حسني، وكلمات صلاح جاهين مرت تلك الأبيات عل مسامعي تعلوا من أحد الهواتف، ويمكن أن هذا البيت قد سمعته من قبل إلا أني شعرت أني ولأول مرة أسمعه ويرن معناها في مسامعي، فإذا نظرنا وجدنا أن كل منا يخلق بنفس الهيئة والشكل والجسم والروح، ورغم الاختلاف، يوجد التناقد، فكل من يولد في بيئه مختلفة بظروف حياتية مختلفة، وفي زمن مختلف، زمن يفرض رتم حياة محدد، فإذا ما قارنا على مر الحقب الزمنية، نرى أن كل حقبة تخلف عن الثانية في كل شيء سواء في الملابس السائدة اللغة المتداولة بين الناس، التعليم الملقن، والفن الذي يصف كل حقبة، ويكون إرثا للأجيال التالية، لتعلم ما حدث مع أجدادهم، كذلك العوامل الخارجية على الشعوب فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه، ولد ليعيش في جماعة، يؤثر ويتأثر بفطرته هكذا خلقنا الله بتلك النزعة، لكى نعمر الأرض ونعبد الله،
ونأتي ليومنا الحاضر، وعلى الرغم من أن جملة ما أشبه اليوم بالبارحة حقيقة في بعض المواقف إلا أنها وفي موقفنا هذا فإنها خاطئة خطأ محض، فاليوم ما يواجه الجيل الحالي من تحديات ومغريات أكثر من ما واجه سابقيه فهم يواجهون موجة من الأفكار الغربية التي تصدر لهم عن طريق الإعلام والفن والثقافة والفكر، وبالأفكار تبنى الحضارات، وبالأفكار تهدم ناهيك عن التحديات الاقتصادية والصراعات السياسية، والتي يتأثر العالم بها مهما كانت بعيدة جغرافيا إلا أن التأثر يكون إما مباشرا او غير مباشر، أضف إلى ذلك حرب الفساد والإفساد، والتي هدفها هدم معاني المجتمع وأخلاقه، ويكون هذا من خلال وسائل الإعلام المختلفة، فيصبح المجرم بطلا، والسارق قدوة، والعنف وسيلة والسباب عادة وأداة للتعامل بين الأفراد
وعلى الرغم مما قد يواجهه من رفض واستنكار في باد الامر إلا أن مع الوقت والتكرار، سيألف المتلقي هذا النوع، وبعد ذلك سيعتاد عليه، بل وسيبدأ في تطبيق ما رآه، وتخزن في ذاكرته،
وكما قال الشاعر إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا
فإن بداية النهاية لأي حضارة هي اضمحلال الأخلاق، وانتشار الفساد وتلاشت المثل والأخلاق والقيم والدين، فيصبح كشيء مباح ويتحول المجتمع لغابة، يكون البقاء فيها للأقوى،
وكما قال الأستاذ فؤاد المهندس سك على بناتك، بس أبقى إديهم المفتاح، فلابد من كل أب، أن يحملوا على عاتقهم مسئولية، وهي تربيتة أولادهم على الأخلاق والقيم السليمة والصحيحة علي الأصول، التى يتوارثها الأجيال مع جيناتهم، فالأبوة ليست فقط في توفير متطلبات الحياة، وإنما يحمل أيضا على عاتقهم زرع القيم فيهم بما يتناسب مع مجريات الحياة، وتوعيتهم على التفريق بين الصح والخطأ، والعيب والأصول، وتفسير عن الأسباب، وتعليمهم كيف يعملوا عقلهم ولا يقلدوا التقليد الأعمى، والحقيقة أن هذا الدور، يساعدهم في المدرسة إن قامت بدورها الحقيقي للتربية قبل التعليم،
ولا نفي دور القوى الناعمة، والفن الهادف، الذي يحمل لواء مواجهة الأفكار المضلة بالشكل الذي يتقبله المتلقي، ويفهمه من دون تنفير أو استخفاف.
إن معركة الفكر، معركة أشد من معارك الرصاص، فالرصاصة قد تقتل فرد، ولكن الفكر المضلل، يقتل الآلاف بل ملايين، بل دول بأكملها، فليس الحل في التعنت الصرف، ولا التحرر المبالغ فيه، فما ستزرعه اليوم في طفلك حتما ستحصده غذا، فتحقق من زراعتك، واستشهادا بمقولة الأستاذ سك عليى ولادك بس إديهم المفتاح، وللحديث بقية.