مصطفي محمد النحاس يكتب | كسر الدولار ورؤية مصر

0 372

بعد أن أعلن البنك المركزي الأمريكي عن أكبر زيادة في أسعار الفائدة منذ أكثر من 22 عاما وذلك في إطار معركته الحالية لكبح جماح ارتفاع الأسعار السريع في العالم والسيطرة علي التضخم التي تعاني منه الولايات المتحدة الأمريكية ويأتي هذا بعد أن سجل التضخم في الولايات المتحدة أعلى ارتفاع له في 40 عاما، ومن المتوقع أن يواصل التضخم الارتفاع مستقبلا مع ازدياد الحالة سوء خصوصا بعد الكساد الاقتصادي الذي يعانيه العالم سواء بعد جائحة كورونا وتسببت فيه من أثار كبيرة علي الاقتصاد العالمي أو الحرب الروسية الأوكرانية.
وضح مجلس الاحتياطي الفيدرالي إنه رفع سعر الفائدة القياسي بمقدار نصف نقطة مئوية، إلى نطاق يتراوح بين 0.75 بالمئة و 1 بالمئة لا تعد هذه الزيادة الأخيرة فقد تشهد الأيام المقبلة ارتفاعات أخري وإجراءات اقتصادية استباقية أشد ستأثر بشكل سلبي وصريح علي الاقتصادات النامية والتي تحاول بناء نفسها بشكل تدريجي ومنها مصر وهذا ما قد انتبهت له روسيا والصين وأوروبا لفرض طوق اقتصادي لتقييد وخفض سيطرة الدولار الأمريكي في العالم عن طريق التعاون مع مصر باعتبارها بوابة افريقيا الأولي ودولة ذات ثقل سياسي واقتصادي وعسكري في المنطقة بالإضافة لمجلس التعاون الخليجي ودول الشرق الأوسط.، حيث اعتبرت روسيا ذلك رد علي تحديد عقوبات أمريكية علي روسية علي خلفية الحرب الروسية الأوكرانية وإرسال مساعدات عسكرية من أمريكا إلي أوكرانيا مما يعتبره الروس تصعيد للأزمة وليس حلها وإن كانت الولايات المتحدة تنفي ذلك.
جاءت تهنئة بوتين للرئيس السيسي بمناسبة يوم افريقيا والاتفاق علي تحويل جزء كبير من التبادل التجاري بين البلدين بعملة الروبل بدلًا من الدولار، كما أقترح الرئيس الروسي بوتين ايضا علي مصر فتح التجارة الحرة والإعفاء الجمركي لتوسيع التبادل التجاري وفتح أسواق تجارية مشتركة، كما تزامن ذلك إعلان روسيا انها ستبدأ بالتعاون مع مصر انتاج معدات الضبعة النووية ليتم الانتهاء منها عام 2029 ليشمل ذلك المشروع الضخم 4 محطات نووية بطاقة انتاجية 1200 ميجاوات لكل محطة ليوفر 10% من إنتاج الكهرباء في مصر والدول المجاورة لتصدير الكهرباء وقد تبلغ تكلفة المشروع 29 مليار دولار.
فتجد أن الصين تستورد حوالي 25% من انتاج النفط السعودي، في حين ان الصين بتصدر تكنولوجيا صناعية وعسكرية للسعودية ويكون ذلك بعملة الروبل وبعضها باليوان الصيني وذلك لتقليل فاعلية الدولار في السوق الاقتصادي العالمي، ليكون عقاب الولايات المتحدة للسعودية ودول الخليج انها ترفع مليشيات الحوثي والحرس الثوري الايراني التي تهدد المملكة العريية السعودية والإمارات من علي قوائم الارهاب الدولي للضغط عليهم مما اعتبره الكثير تهديد واضح وتحذير شديد اللهجة وضعف أمريكي واضح.
السياسة العالمية والمصالح بين الدول هي التي تحكم العلاقات الثنائية بين البلدين حيت تحاول كل بلد لاجتذاب مراكز القوي نحوها من أجل الضغط على الجانب الأخر لتنفيذ مصالحها وعلي كل دولة تسيير ذلك فيما تراه يصب في مصلحتها ويوفر احتياجتها واحتياجات شعبها والقيادة السياسية في مصر تمتلك من الحنكة الاقتصادية والسياسية يجعلها علي وعي كبير بما يدور في العالم وبما يحقق مصالحها ومصالح شعب مصر العظيم.

* مصطفي محمد النحاس عضو نموذج محاكاة برلمان شباب مصر عن محافظة الدقهلية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.