طلعت رضوان يكتب | ختان الإناث وظلم الحضارة المصرية

0 90

كنتُ أظنّ أن موضوع ختان البنات تم حسمه لصالح الحضارة المصرية، عندما تـمّ فتح هذا الملف منذ عدة سنوات، حيث كتب فيه علماء متخصصون فى علم المصريات، وأثبتوا من خلال علم الآثار ومن خلال البرديات أنّ جدودنا المصريين القدماء لم يعرفوا عادة ختان البنات الوحشية، وأنّ عشرات الجداريات عليها رسوم لختان الذكور، ومن أمثلة ذلك الرسم الموجود فى مصطبة عنخ ماخور بسقارة ومقبرة (نى- حُتب- بتّاح) بالجيزة. ورغم وجود هذه الجداريات التى تُصوّرختان الذكور، لم يعثرعلماء الآثارعلى جدارية واحدة لختان البنات..وإذا تحجـّـج أحد بأنّ عدم تصوير ختان البنات ربما كان سببه عدم خدش الحياء، فإنّ هذه الحجة مردود عليها بعشرات الجداريات التى تصوّرالبنات عاريات تمامًا. حتى أنّ بنات أخناتون ونفرتيتى تم تصويرهنّ دائمًا فى ثياب شفافة مثل أمهنّ. وفى بعض النقوش تم تصوير صغرى البنات عارية تمامًا..ونفس الأمر بالنسبة للجداريات التى صوّر فيها الفنان المصرى القديم العازفات على الآلات الموسيقية وهنّ عاريات، كما أنّ علم الآثار كشف عن جداريات وبرديات تبدو فيها المرأة عارية أثناء إجراء العمليات الجراحية..وأكثر من ذلك العثور على جداريات وبرديات تُصوّر المرأة أثناء عملية الولادة وهى جالسة على كرسى (إيزيس) للولادة..وكذلك وجود أكثر من تمثال للإلهة إيزيس وهى تُرضع طفلها حورس. فإذا كان هذا هو وضع المرأة فى الحضارة المصرية التى رفعتْ من شأنها ولم تنظر إليها على أنها مجرد جسد وموضوع للفراش..وإذا كانت الجداريات والبرديات صوّرت أشياء كثيرة وقليلة الأهمية مثل أنّ رجلا وامرأة يأكل كل منهما وزة مشوية إلخ فلماذا لم يتم تصويرختان البنات؟
إنّ الأدلة على أنّ المصريين القدماء لم يُمارسوا عادة ختان الإناث على الإطلاق طوال العصر الفرعونى هى:
أولا من الآثار: فى مقابل تكرار مناظر ختان الذكور التى وردتْ فى الرسوم على الآثار المصرية القديمة (أوضح رسم لعملية ختان الذكور رسم فى مقبرة عنخ – ماحورفى سقارة) فلم يرد منظر واحد لختان الإناث.
ثانيًا: فى مقابل ورود وصفات طبية على البرديات المصرية القديمة لمداواة الجرح الناتج عن هذه العملية للذكور (مثال ذلك الوصفة رقم 734 فى البردية المسماة بردية إيبرس) فلم ترد إشارة واحدة تُـفيد ذلك بالنسبة للإناث.
ثالثًا: لم يثبتْ من فحص مومياوات الإناث المصرية العديدة ممارسة هذه العادة على أية واحدة منهنّ.
رابعًا: أنّ المؤرخ اليونانى هيرودوت الذى زار مصر فى القرن الخامس ق. م وكانت الحضارة الفرعونية مازالت فى أوج انتشارها، لم يذكر أي شىء عن ختان الإناث، بينما أشار إلى ختان الذكور فى ثلاثة مواضع من كتابه عن مصرفى الفقرات أرقام 36 ، 37 ، 104).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.