محمود الحجاوي يكتب | هوس الترند

0 276

يُعد الإعلام الإجتماعى أحد اهم وسائل الإتصال بين الأفراد أو بين الشركات سواء على المستوى المحلى أو المستوى الدولى ويشكل أهمية كبيرة بالنسبة للشركات والتى تستطيع من خلالها ان تعرض منتجاتها وتتمكن من التجارة على الإنترنت وتحقيق ربح أكثر .
فى الأونة الأخيرة أصبح لصفحات التواصل الإجتماعى تأثير كبير على حياتنا وكان له تأثير على الفرد والمجتمع وأيضًا الدول. بالنسبة للمجتمع المصري كان ظهور التواصل الإجتماعى في البداية مرتبط بنشر القضايا التى يتعاطف من خلالها المجتمع لأنها تكون أكثر عاطفية وإنسانية وذلك لعرض قضايا تهم الناس ولكن هذه الأيام حدث تبادل فى الأمر وأصبحت التواصل الإجتماعى تمثل حربا فكريا حيث تبث السموم فى عقول الشباب مثل الشهرة والربح السريع عن طريق نشر محتوى غير أخلاقى أو إنسانى من أجل كسب تعاطف الجميع بمشاركة المحتوى ونشره وذلك من أجل تحقيق الربح وأصبح هوس الترند يسيطر على عقول الشباب فأصبح من الممكن أن يعرض منشىء المحتوى محتوى يتاجر بأحد أفراد أسرته من أجل الشهرة وهذا المحتوى يكون محتوى غير هادف و هو محتوى للإستعراض فقط لا غير لكسب الشهرة والربح فقد إنعدم الحياء والأدب .
فمجرد تصفحك لمواقع التواصل الاجتماعى تغرق فى سلسلة لا تنتهى من مقاطع الفيديو القصيرة تدخلك فى تفاصيل الحياة اليومية لأشخاص لا تعرفهم فتنتقل من وصفات طبخ وتخسيس إلى روتين البشرة وتجارب مستحضرات التجميل وحفلات زفاف ورحلات ومشاجرات عائلية حتى تكاد تدخل غرف نوم هؤلاء الأشخاص الذين قرروا فجأة التخلى عن خصوصيتهم وفتح منازلهم للغرباء رغبة فى تحقيق الشهرة وبالطبع المال لينضموا إلى قائمة ما يعرف اليوم بالمؤثرين influencerو تتناقل أخبار وفيديوهات من يثيرون الجدل على صفحات التواصل لتصنع منهم نجومًا فيتحول مواطن قرر عامدًا أو دفع عن غير قصد لمشاركة جزء من تفاصيل حياته اليومية إلى حديث الصحف والمواقع والفضائيات.
تثير قضية الترند مجموعة من الأسئلة الأخلاقية المتعلقة بطريقة عمل وسائل الإعلام وهى أسئلة صعبة تتطلب من القائمين على هذه الوسائل عقد مناقشات جادة لوضع قواعد ومعايير لكيفية التعامل مع الترند واختراق الحياة الخاصة للأفراد فى ظل حالة الهوس بالشهرة لدى رواد التواصل الإجتماعى خاصة مع ما تحققه هذه المواقع من عائدات مالية تدفع المواطن البسيط للتخلى عن خصوصيته وحريته واضعًا رقبته وحياته تحت سيف صفحات التواصل الاجتماعي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.