أحمد دريع يكتب | توسعة الدائري وحدها لا تكفي

0 704

يملك الإنسان ٢٤ ساعة في اليوم وإن كنت من سكان التجمع و تعمل في أكتوبر او العكس فانت حتما تقضي حوالي ٣ ساعات يوم علي الطريق الدائري، و بالطبع يرى القاصي و الداني مشروعات التوسعة لكن هل التوسعات وحدها القادرة علي حل مشكلة الازدحام ؟

في البداية للنظر لأزمة المرور بصفة عامة يجب علينا تحليل معادلة المرور فهي مكونة من الطرق والمركبات والعامل البشري. تقوم الحكومة الحالية باستثمارات ضخمة في مجال الطرق والكباري – بغض النظر عن تقييمنا لجودي العديد منها- لكن على سبيل المثال تكلفة مشاريع توسعات الدائري حوالي ٢١.٥ مليار جنيه حسب تصريح الوزير في لقاء علي قناة صدي البلد لكن الاستثمار موجهة بشكل كبير إلى توسيع الطرق والإنارة لكننا لا نجد ان في خطة التطوير الأخذ في الاعتبار المناطق السكنية و احتياجات السكان لعبور طريق سريع لركوب المواصلات و بالتالي بمجرد الانتهاء من جميع التوسعات سنجد زيادة في أعداد حوادث الطرق.

الشق الثاني في المعادلة هي المركبات، أغلب المركبات الحديثة تأتي بأنظمة أمان لكن ماذا عن المركبات التي مر على تصنيعها أكثر من ١٠ سنة ولا تخضع لمبادرة الاحلال و التجديد وهنا نتحدث عن السيارات الملاكي، لكننا نرى الكثير من اتوبيسات وميكروباصات و سيارات نقل لا تصلح للسير سواء ل حالتها الفنية او عدم وجود لوحات أو أساليب لضبط المركبات الغير صالحة

الشق الأخير و الأهم في المعادلة العنصر البشري و هو الشق الأكثر وزن في المعادلة ، حيث أن أغلب أسباب الحوادث على الطريق ترجع إلى سلوك السائقين حسب إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة و الإحصاء و بالطبع ترى حولك في كل مكان السير عكس الاتجاه حتى على الطرق السريعة و بالطبع تعلم عزيزي القارئ ان من يلتزم بقواعد المرور يخضع للسخرية من المحيطين نتيجة غياب ثقافة المرور.

اشعر انك تقول إننا جميعا ندري بوجود المشكلة لكن ما الحل؟ في السطور القادمة سأكتب روشتة من وجهة نظري في محاولة لإيجاد حلول

اصدار قانون يسمح لنيابة المرور بالتعاون مع مباحث الإنترنت بمحاسبة كل من يقوم بتصوير نفسه او غيره بأفعال جنونية او مخالفة للقانون
استخدام التكنولوجيا الحديثة في تصوير الطرق وتحرير مخالفات السرعة و مخالفات عدم السير في الحارة المرورية و اكتشاف السيارات الغير صالحة للسير سواء لحالة فنية مثل عدم وجود إضاءات ليلية أو عدم وجود لوحات
ضرورة الاستثمار في مخارج الطريق لمنع التكدس و تباطؤ الطريق نتيجة السلوكيات الخاطئة لتجاوز ازدحام المخارج
في إطار استراتيجية التحول الرقمي يجب إنشاء منصة لتدريبات أساسيات القيادة و يقوم الممتحن بمشاهدة الدورات على مدار شهور بجانب التدريب العملي وعلى كل الراغبين في الحصول على الرخصة اجتياز الامتحان بنسبة ٧٥٪؜ من الأسئلة التي تغطي أساسيات القيادة و الميكانيكا و التفكير المنطقي
عدم اعتماد وزارة النقل للطرق الا بعد رسم الحارات المرورية مع مراعاة المعايير الأعلى لرسم الطريق
إنشاء منصة للابلاغ عن عيوب الطرق
إنشاء مركز لسلامة الطرق لتقليل عدد الوفيات على الطرق المصرية والاستعانة بخبرات الدول المحيطة في التغلب على المشكلة
ضرورة وجود حملات توعوية بقواعد المرور و السير على جانبي الطرق و وسائل التواصل الاجتماعي بشكل دائم و مستمر و متجدد س
زيادة الاستثمار في كباري أو أنفاق عبور المشاة على الطرق المختلفة و تجهيزها بسلالم متحركة لتسهيل عبور المشاة

ختاما، أزمة المرور على الدائري ماهي إلا تصغير لمشكلات المرور في القاهرة الكبرى و ما اهدف له من كتابة هذا المقال هو إعادة مشكلات المرور على قمة الأولويات للحفاظ على الاستثمار الكبير الذي تم وللتأكد من حصول الطرق المصرية على أعلى تقييمات الأمن والسلامة مما سيعود على المواطن بالراحة و الامان على الطريق و زيادة إنتاجية الأفراد وزيادة مؤشرات الراحة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.